من رحمة الله بخلقه أن جعل مصيرهم إليه، وهو سبحانه لايعامل عباده بعدله بقدر مايعاملهم باحسانه وفضله،وقد تعجبت من بعض المعلقين على موت الاعلامى وائل الابراشى بقولهم: الى الجحيم!!!! فتعجبت لذلك كل العجب،لانه ان لم تدع لاخيك بدعوة صالحة، فلا داعى لان تتمنى له نار جهنم، وهل بامكان مخلوق ان يتدخل فى رحمة الله او عذابه ، وهو الذى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء، ثم ان الياس من رحمة الله ــ فى حد ذاته ــ يعتبر كفرا بنعمته{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) العنكبوت} واذا كان للرجل سيآت فله ايضا حسنات،ولعل مكوثه فى المرض فترة طويلة يكون كفارة لسيآته، وفى الحديث المتفق عليه"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه متفقٌ عَلَيهِ.

ومن كرم الله فى محاسبة خلقه أنه يحاسبهم على الحسنة بعشر امثالها الى سيعمائة ضعف، والسيئة بواحدة او يعفو ويغفر، وحتى نعلم ايضا ان محاسبة الله افضل واكرم من محاسبتنا لبعضنا، ماروى ان رجلا اتته ورقة من القسم التابع له مسجل بها ماهو متهم به ، فبمجرد ان امسك بها قال" هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ " فقيل له ويحك هذا لايكون الا يوم القيامة فقال والله يومكم اشد علىّ من يوم القيامة قيل كيف؟ قال: انتم تاتون ــ اليوم ــ الا بسيآتى فقط ، اما يوم القيامة فان الله ياتى بسيآتى وبحسناتى، ويدفع عنى السيآت بما عملت من حسنات وهو القائل{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)هود}.

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فمن الناس من هو مؤمن يكتم ايمانه ولايعلم به الا الله، ومنهم منافق لايظهر منه الا العمل الصالح، لكن الله مطلع على مافى نفسه من نفاق، فلنعمل مانحن مكلفون به ولنترك مصير الخلائق الى خالقهم {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)الغاشية}، والعاقل لايشمت فى موت احد ، وانما ياخذ العظة والعبرة، وقد يؤتى يوم القيامة بمغنية كام كلثوم فيقال لها: ادخلى الجنة، وتكون ممن ذكرهم الله فى قوله { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) وقد يؤتى بشيخ قتل بسبب فتاواه التكفيرية مائة الف شخص فيقال له ادخل النار، ويكون ممن ذكرهم الله فى قوله{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة} فلنتأدب مع الله فى خصوصياته وهو القائل{ انا الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم}.