مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: أنا همشيك من الشركة

خط أحمر

أنا همشيك من الشركة... قالها المدير للموظف ن . ع .... كلمات انطلقت كالسهم الغادر ... لتستقر في صورة مشهد دراماتيكي .. حيث قرر الموظف الالقاء بنفسه من الطابق الثالث.. بأحد الشركات الخاصة بمنطقة التجمع بالقاهرة.. متخذا قرار الموت اختيارا...( منتحرا).

ومن خلال متابعتي المكثفة لتداعيات الحادث البشع.. يمكن الخروج بعدة مؤشرات..نأمل مراعاتها مستقبلا...
المؤشر الأول. يعتقد العديد من أصحاب البيزنس الخاص... أنهم يمتلكون الحق المطلق دون قيود او شروط ... في تعيين الموظفين او إنهاء خدمتهم او رفدهم.... وكل مايرتبط بكيفية التفاعل معهم إبان ادائهم لأعمالهم
دون ادنى مراعاة منهم لاي قيود سلطوية رادعة تقف امامهم ويترتب بالقطع على هذا الشعور المطلق في ادارة الأمور لتعسف الرهيب من المدراء والرؤساء مع الموظفين والعمال.. بداية من تكبيلهم بأدوار وظيفية اكثر من قدرتهم على تحملها.. تحت مبرر الاقتصاد الادخاري في التعين وفي نفس الوقت ضمان عدم شكوى الموظفين من اي اعباء اضافية حتى لا يكون مصيرهم.. إنهاء تعاقدهم وخروجهم للوقوف في طوابير العاطلين التي لا تنتهي..

من الاخر اذلال واهانه وترهيب معنوي غير عادي..كل ذلك يتم تحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية التي لا يعنيها سوى دفع الشركة الخاصة للشرط الجزائي في حال فصم التعاقد او دفع مكافة نهاية الخدمة للموظف الذي تم الاستغناء عنه دون مبررات منطقية لكل ماسبق نأمل ان تكون واقعة الموظف المنتحر ن .ع
بمثابة جرس انذار لملايين من شبابنا الذين يتم التعامل معهم.. من خلال مدرائهم بطريقة يغلب عليها اللإنسانية من تهديد وابتزاز وسيطرة واهانه .

بلغت حد مدير يمنع موظف من الذهاب للحمام ومن ثم كان قراره الانتحار

المؤشر الثاني.

إن لجوء الفرد لقرار الانتحار ليس بالأمر البسيط الذي يمكن تفسيره في اطار مايتعرض له الفرد فقط من احباطات خارجيه... بل لابد من وجود إستعداد نفسي مسبق بداخل نفسية وشخصية المنتحر قبل لجؤه لواقعة التخلص من حياته تساعد بدورها على سرعة تعجيله باتخاذه لقرار الانتحار والدليل على ذلك ان الاف من الموظفين قد يتعرضون لظروف مهنية اكثر قسوة من تلك التي تعرض لها موظفنا المنتحر .. ومع ذلك لم يتخذوا قرارهم بالانتحار وإنهاءحياتهم..

وهذا المؤشر يدفعنا في مجال سيكولوجية الادارة والقيادة.. الى ضرورة مراعاة المدير للحالات النفسية لموظفيه... فبعض الموظفين قد يكونون ذوي نفسيات هشه وبنية نفسية ضعيفة لابد من حسن التعامل معهم من هذا المنظور... واعتقد ان موظفنا المنتحر بمجرد سماعه كلمة همشيك... لم ينتظر حتي يمشيه مديره بل قرر هو ان يمشي ... ليس من الشركة وليس من امام المدير المستبد القاسي .. وانما يمشي من كل الدنيا واللي فيها.

مجردخاطره

الدكتور فتحي الشرقاوي أنا همشيك من الشركة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة