مقالات

نيفين منصور تكتب: عندما يصاحب الفاشل الغباء

خط أحمر

ما زلنا نعاني رغم جهود الدولة المضنية لمكافحة الفساد من بعض النماذج التي لا تصلح للإدارة والتي لا تملك أي مقومات لحصولها علي مناصبها سوي أنها من أهل الثقة،، ورغم أن تلك النماذج أثبتت فشلها من قبل في تاريخها المهني الطويل إلا أن المحسوبية أحياناً كثيرة تشفع لهم فيجدوا أنفسهم في أماكن لا يستحقونها ويتوهمون أحيانًا أن وصولهم لتلك الأماكن نابع من خبرتهم الطويلة السابقة ويتحول بعضهم إلي مجموعة من الأطواس يتباهون بأنفسهم ويجمعون حولهم المتسلقين والمنافقين ممن يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية ويتهافتون علي تلك الأطواس كالذباب الذي يبحث عن الحلوي المكشوفة فيزداد الأمر سوءا ،، ويجتمعون علي الخراب ،، فيدفع الجميع الثمن.

هناك فارق كبير بين المفسد والمصلح وبين من يريد البناء والتعمير ومن يتخذ القرارات وفقا لأطماعه الشخصية وبمنظور يصاحبه سواد القلب وبأفق ضيق لا يصلح للإدارة،، ولا ننكر جميعاً أن الإدارة فن وموهبة لا يتمتع بها الجميع ،، فقد اختص المولي عز وجل بعض الناس بتلك الهبة التي لو تم استخدامها وتوظيفها بصورة سليمة تؤتي ثمارها بعد حين ،، وترضي الجميع حتي ولو كانوا يعملون تحت ضغط إلا أن الراحة النفسية التي تسكن القلوب تساعد علي فعل المستحيل.

ومن أهم سمات من يتمتع بموهبة الإدارة أن يتمتع برؤية ثاقبة وأن يستطيع أن يحتوي الجميع ويستمع لهم ويتعامل معهم بعدالة وحكمة والأهم من هذا وذاك أن يتمتع بالذكاء الإداري لأن الفشل عندما يصاحبه الغباء يتحول الأمر إلي مأساة تحتاج للتدخل السريع ويحتاج لمن يتصدي له ويحاسبه وينزع عنه لعنة الكرسي التي تصيب البعض عندما يظنون أنهم يستحقون و هم غير أهل لما هم فيه من مناصب.

ومن سمات الغباء أن يظن الفاشل أنه فوق القانون وأن من اختارهم من المتسلقين هم السند والظهر الذي يستند عليه عندما ينكشف فشله الإداري أمام الجميع ،، ويتناسى أن المصالح عندما تتعارض الكل سوف ينجو بنفسه دون النظر إليه،، ومن الغباء أيضاً أن يظن أننا ما زلنا في زمن السطو والقهر والإذلال والتهديد والوعيد ويتناسى أن الدولة تسعي بكل جهد وإصرار إلي القضاء علي الفساد ولم يعد الوضع كما كان في العصور السابقة ،، فمن أخطأ سوف يدفع الثمن مهما كان وضعه ،، ومهما كان تاريخه ،، ولدينا العديد من الأمثلة علي ذلك ،، وتلك الحقائق تم الإعلان عنها بكل شفافية ووضوح،، ولكن مع الأسف أحياناً عمي القلوب يؤثر علي الأبصار فيصيبها العمي هي الأخري ،، فيزداد الفاشل في غبائه حتي يوقع نفسه بنفسه في شر أعماله.

بالتأكيد نتذكر جميعا أو ربما البعض منا لعبة السلم والثعبان ،، وهي لعبة أحياناً ما نجدها مطبقة في الواقع حال تمكن بعض الفشلة من الوصول إلي مناصب لا يستحقونها،، فحول كل فاشل يجتمع ثعبان وأحياناً مجموعة من الثعابين يسعون للوصول لأغراضهم باستخدام الفاشل كسلم للصعود والظهور ،، ويتحول الفاشل حينئذ إلي مجرد عروس خشبي مثل الماريونيت،، هناك من يحركه عن بعد ويستغله للوصول إلي غايته ،،، ويظن الفاشل أنه يحمي نفسه بوجود تلك الثعابين من حوله و يسعي إلي تعليق الفشل عليهم وقت اللزوم،، وسرعان ما تنقلب الآية ،، عندما يحق المولي عز وجل الحق ،، ويعود كل ثعبان لجحره عندما يختفي السلم الذي كان يسعي للصعود عليه باختفاء الفاشل ومحاسبته،، وربما يذمه عندما يُستَبدل بغيره ويتعامل بمبدأ عاش الملك مات الملك.

الديان لا يموت ومهما ظن الفاشل الذي لا يستحق منصبه أنه سوف يدوم ،، فإن عدالة السماء فوق الجميع ،، والقانون يُطَبق مهما استغل البعض علاقاته لتدمير بعض المرؤوسين لإرهاب غيرهم من العاملين،، ونفخر بأن لدينا في الجهات الرقابية العديد من الشرفاء الذين يطبقون العدالة مهما طال الزمان. وليتذكر الجميع قول المولي عز وجل (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾.

نيفين منصور عندما يصاحب الفاشل الغباء خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة