مقالات

نيفين منصور تكتب .. التعنت الذي يؤدي إلي كوارث

خط أحمر

أحياناً لا يفكر المسئول في آثار التعنت علي من يتولي مسئولياتهم،، ويطبق في بعض الأحيان القرارات الموضوعة مسبقاً من بعض الإدارات دون إدراك حقيقي لتأثير ما يفعل ، لا أحد بالطبع يرفض النظام ، ويوافق علي العشوائية في التصرف ، ولكن كرمنا المولي عز وجل بعقول تفكر وتقدر الموقف وتستطيع أن تميز متي نتمسك بالرأي أو القرار ومتي نعيد النظر في حيثياته.

لا يخفي علي أحد واقعة طالبة آداب المنصورة التي طلبت من الدكتور المراقب الذهاب إلي دورة المياه أثناء أدائها لإحدي الامتحانات حيث أصيبت بمغص مفاجئ ، فرفض المراقب ، فصبرت بعض الوقت وتحاملت علي نفسها وأعادت الطلب فرفض للمرة الثانية ، ثم صبرت من جديد وأعادت الطلب للمرة الثالثة والرابعة الذي قوبل في كل مرة بالرفض وعدم الالتفات ،، دون أن يتأكد من صدقها ، مشككا بأن الطلبة يتفنون في الغش وقد تطلب الذهاب لدورة المياه حتي تستخدم إحدي تلك الأساليب المتعارف عليها .

ومع مضي الوقت فقدت الطالبة السيطرة علي نفسها من حدة المغص وتبولت علي نفسها، وظلت جالسة في مكانها لقرابة الساعة في ذهول مما حدث ، لم تستطع الإجابة علي الامتحان من التوتر الذي أصابها نتيجة المغص المفاجئ، ولَم تستطع التحرك بعد تبولها علي نفسها ،من شدة الحزن والخجل.

تحاورت مع تلك الطالبة وروت بنفسها ما حدث وعرضنا هذا الحوار للرأي العام في حلقة خاصة لعرض تلك الظاهرة التي أذهلت الجميع، ففوجئت من تعليقات بعض المشاهدين أنها ظاهرة متكررة مع الأسف الشديد ولَم يلتفت إليها السادة المسئولين، لم يهتم أحد بالتأكيد علي السادة المراقبين باتخاذ إجراءات التفتيش السليمة لمنع الغش مع السماح للطالب بالذهاب إلي دورة المياه والتماس حسن النية للحفاظ علي مشاعر وكرامة أولادنا من الطلبة.

وكانت المفاجأة الكبري عندما رفض السيد رئيس الجامعة التعليق علي الواقعة رغم اتصال فريق البرنامج به والطالبة تتحدث علي الهواء، مبرراً ذلك أن هناك مواضيع أهم بكثير من تلك الواقعة وبالطبع تكمن أهمية المواضيع بمدي الإنجازات التي تم تحقيقها دون الالتفات لتلك الظواهر التي تترك أثراً سلبياً لدي الطالب ليس بصورة مؤقتة بل علي مدار حياته بالكامل.

وبالتأكيد انهالت علينا التعليقات منقسمة إلي شقين الشق الأول مهاجم ومتعاطف مع الدكتور المراقب ، دون الالتفات إلي مشاعر الطالبة، ومعظمهم من العاملين في مجالات مشابهة ومنهم من يراقب في الامتحانات، وآخرون اعتبروا أن عرض الموضوع يعتبر فضيحة يجب إخفاؤها دون التفكير في حل يمنع حدوث تلك الظواهر وكأن ما حدث من عدم قدرة الطالبة علي السيطرة علي نفسها جريمة وفضيحة علي الرغم من أن هذا الموقف قد يصيب أي إنسان مهما كان سنه أو مركزه، أما الشق الثاني فنظر إلي الواقعة نظرة إنسانية ودافع عن حق الطالبة ووضع كل منهم نفس مكانها ومكان أهلها ورفض هذا الظلم البين وطالب باتخاذ كافة الإجراءات للحد من تلك الظواهر.

وفوجئت أن التعنت وصل إلي ذروته في إحدي التعليقات التي ذكرت واقعة أشد خطورة مما حدث، حيث ذكرت إحدي السيدات الفاضلات ما حدث في إحدي المدارس من قيام مدير المدرسة بغلق دورات المياه أثناء الفسحة المدرسية متحججاً بأنه يحافظ علي نظافتها ، حتي يكون مستعدا لأي تفتيش مفاجئ من المسئولين والجهات الرقابية علي المدرسة، وتجمع الأهالي وهددوه برفع الشكوي للمسئولين ، ثم تم نقله مؤخراً لإحدي القري .

هذه النماذج المكررة تنبئ عن خلل جسيم لدي بعض المسئولين في المجالات المختلفة، وتحتاج إلي إعادة نظر وتفكير رشيد يحسم الأمر بين الجانبين ، فتطبيق القواعد لابد له من شرح وافي للبعض، فنحن في أول الأمر وآخره بشر ويجب أن نلتمس حسن النية في الأصل وليس العكس، ويجب توخي الحذر في القرارات التي قد تؤدي إلي كوارث حقيقية .

يجب قبل وضع القوانين أو القواعد المنظمة دراستها جيداً الدراسة الوافية من جميع النواحي ، حتي تتحقق العدالة ويشعر الجميع بفائدة تلك القواعد والقوانين، وخصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بأطفال وطلبة في مقتبل العمر ، يجب دراسة التأثير النفسي أولاً حتي نحافظ علي سلامة الصحة النفسية لأولادنا.

نيفين منصور التعنت الذي يؤدي كوارث خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة