مقالات

محمد عبداللطيف يكتب: ”التفاهة” كنز لا يفنى

خط أحمر

أقر واعترف أنا كاتب هذه السطور، أنني كنت واهم، حين راهنت على وعي الغالبية ، وقدرتهم علي فرز الغث من الثمين، والانحياز إلي ما يفيد الناس، و تجاهل ما لايفيدهم، ومن فرط سذاجتي، كنت أظن، وبالطبع، ليس كل الظن إثم، أن التغيرات التي طرات على الحياة العامة بكل مفرداتها، السياسية والاجتماعية والثقافية منذ ٣٠ يونية ٢٠١٣، ستكون كافية لتغير اهتماماتنا، بصورة إيجابية، و نقلها الي الأفضل، لكن هذا لم يحدث، بل صارت الأمور تنحدر إلى الأسوأ، فما كنت أظنه تافها، اصبح القاعدة العامة، وما عداه هو الاستثناء.

لفت انتباهي في الآونة الأخيرة، ارتفاع نسبة المشاهدات في القنوات الفضائية على برامج الطبخ، والمقالب التافهة، وحكايات مشاهير الضجيج، وانصراف الأسر، بكل شرائحها العمرية، عن متابعة البرامج التوعوية والثقافية الهادفة، التي ترسخ الانتماء في الوجدان الشعبي، ويبدو ان القائمين علي تلك البرامج، برغم سطحيتها، ادركوا - مبكرا - الانصراف عنهم، فاضافوا فقرة للطبخ في برامجهم، ظنا منهم انهم سيجذبون المشاهدين من القنوات، التي تتباري في تنويع برامجها وطرق اكلاتها .

قصد القول أن الكل سار على طريق التفاهة، فلا توجد برامج يمكن ادراجها في خانة البرامج التوعوية، وان وجدت على استحياء، فهي بلا جمهور .

الكارثة الأكبر، في السوشيال ميديا، والتى أصبحت بقدرة قادر، منابر بديلة للصحف والفضائيات والمواقع الإخبارية، فهي تجذب يوميا ملايين المشاهدين في منطقتنا العربية، وللأسف، التفاهة وحدها، تتصدر قائمة المشاهدات، مثل الطبخ والمقالب، والركاكة، أما الأخطر من هذا وذاك، تلك التي تتناول قصص و وقائع تاريخية، وقضايا سياسية،وسرد أمور عن قضايا حساسة، حيث يتم تناولها بسطحية مفرطة من دون علم او دراية، وأخشى ان تتحول المادة البرامجية السطحية، إلى وثائق ارشيفية، ينهل منها الباحثين بعد عشرات السنين ، باعتبارها توثيقا لفترات تاريخية، فهل هناك من ينتفض غيرة على التاريخ، ويقترح تبني تشريعات تجرم العبث بالحقائق التاريخية، لتاثيرها على اذهان المتلقي، اتمنى ان يحدث هذا قبل فوات الأوان.

محمد عبداللطيف التفاهة كنز لا يفنى خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة