تحقيقات

المشير «الجمسى».. الجنرال ”النحيف المخيف” الذى أرعب إسرائيل

خط أحمر

يتمتع المشير محمد عبدالغني الجمسي، بساطة الفلاح في فطنة وذكاء، وعظمة الجنرال المهيب المنتصر، حيث قضي 82 عاما من عمره متفانيا من أجل تراب هذا الوطن، عاصر خلالها حروب مصر جميعها في العصر الحديث، والذي أكد أن الصراع مع إسرائيل صراع وجود لا حدود.

وتخرج الجمسى من الكلية الحربية عام 1939 في سلاح المدرعات، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية ألقت به الأقدار في صحراء مصر الغربية؛ حيث دارت أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة "مونتجمري" والمحور بقيادة "روميل"، وكانت تجربة مهمة ودرسا مفيدا استوعبه الملازم الشاب واختزنه لأكثر من ثلاثين عاما حين أتيح له الاستفادة منه في حرب أكتوبر عام 1973.

وقال المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، والذى أطلق اسمه على الدفعة ٥٥ للكلية الفنية العسكرية، ضمن مذكراته التى تُلخص فكرة التخطيط لحرب أكتوبر، كان على قواتنا المسلحة أن تدخل حرب أكتوبر 1973 فى ظروف عسكرية صعبة ومعقدة لهدم نظرية الأمن الإسرائيلى التى وضعتها إسرائيل كستار لتحقيق أهدافها التوسّعية وفرض الأمر الواقع على العرب، وكنّا سندخل الحرب، بينما العدو له التفوق العسكرى، والوضع الطبيعى أن يكون المهاجم متفوقا على المدافع، لذلك كان من الضرورى إهدار التفوق العسكرى فى المرحلة الافتتاحية للحرب، وهى مرحلة الهجوم مع اقتحام قناة السويس..

اتفق معظم العسكريين والمؤرخين أن اللواء الجمسى، كان العقل المخطط والمدبر لهذا الانتصار العظيم، فرأى كثيرون أن الرئيس الراحل السادات كان يؤمن بما يطرحه «الجمسى» ويثق فى قدرته على التخطيط والقيادة فى أى معركة، وكذلك إعداد الدولة للحرب التى هى إحدى المهام الرئيسية لهيئة عمليات القوات المسلحة.

وللمشير الجمسى مواقف مشهودة لا تتسع الكتب العسكرية لذكرها، كما أن صورته الذهنية لدى العدو الإسرائيلى أفقدته كثيرا من ثقته فى نفسه، وبدأ نجمه يلمع عندما استقال من القوات المسلحة عقب هزيمة يونيو 1967 ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، ورفض عبدالناصر الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب القوات المسلحة مع عدد من القيادات المشهود لهم بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادًا للثأر من الهزيمة النكراء، وكان من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة العمليات، وهو الموقع الذى شغله عام 1972، ولم يتركه إلّا فى أثناء الحرب لشغل منصب رئيس الأركان، خلفاً للفريق سعد الدين الشاذلى.

وتطرق التاريخ العسكرى إلى ما يعرف بـ«كشكول الجمسى» وهو المدونة التى كتب فيها خطة ودراسة موقف الحرب، وتقوم على دراسة الموقف العسكرى للعدو وللقوات المصرية والسورية، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء على تلك الدراسة، ليعيش رئيس هيئة العمليات ساعات عصيبة حتى تحقق الانتصار، لكن أصعب اللحظات عندما حدثت ثغرة الدفرسوار، وأدت إلى خلاف بين الرئيس السادات والفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان آنذاك، الذى تمت إقالته على أثرها ليتولى «الجمسى» رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وسماها «شـامل» إلّا أنها لم تنفذ نتيجة صدور قرار وقف إطلاق النار.

فى أحد لقاءاته، قال «الجمسى» ردًا على سؤال حول القرار الذى ندم عليه، فأجاب: «اشتراكى فى التفاوض مع اليهود». ورحل قائد عمليات حرب أكتوبر بعد معاناة مع المرض فى يونيو عام 2003 عن عمر يناهز 82 عاما.

المشير الجمسى جنرال النحيف المخيف أرعب إسرائيل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة