مقالات

جمال رشدي يكتب: السد آخر معاقل الحرب العالمية الثالثة

خط أحمر

سد النهضة هو آخر معاقل الحرب العالمية الثالثة، فتلك المعركة التي ينتظرها العالم منذ سنوات مضت قد حدثت وشارفت على الانتهاء،،، كيف هذا؟، النظريات العسكرية التقليدية القائمة على استخدام التخطيط العسكري الاستراتيجي والمواجهات بين جيوش نظامية قد انتهت منذ سنوات، وانتقل تلك الحروب التقليدية الي نظريات عسكرية " مخابراتية" متقدمة تحت مسميات متسارعة ومتغيرة ما بين حروب الجيل الرابع وصولا الي حروب الجيل السادس.

تلك الأجيال المتقدمة من الحروب تدار عن بعد عبر تقنيات حديثة خاصة بالثورة الرقمية الإلكترونية التي أصبحت واقع يحكم مجتمعات العالم في السنوات الأخيرة، فهناك أدوات متنوعة لتلك الحرب تحركها وحدات رقمية داخل مخابرات الدول، هكذا ستدار القرارات السياسية والاقتصادية في السنوات القادمة من منصة تلك الوحدات الرقمية المخابراتية، ومن لم يواكب ذلك التطور الرهيب سيدفع الثمن غالي جدا ربما يصل ذلك الثمن بين "اكون او لا أكون،، فالسلاح النووي سيصبح حمل ثقيل على الدول التي تمتلكه وليس عامل ردع يعطي التفوق والغلبة، لان الحرب الالكترونية المتطورة ستستهدف المكونات الإلكترونية التي تدير مؤسسات الدول منها العسكرية والاقتصادية،، ورجوعا الي موضوعنا فقد قامت الحرب العالمية الثالثة الالكترونية منذ خريف ٢٠١٠ وما حدث في المنطقة العربية من ثورات تم إدارتها بأدوات الحروب المتقدمة عن بعد،، وقد تكلفت تلك الحرب ما يفوق أضعاف الحرب العالمية الأولى والثانية من أموال وجهد ووقت.

فمخطط الشرق الأوسط الجديد هو الترسيم العسكري لتلك الحرب التي كانت تستهدف أبعاد تاريخية لإعادة تقسيم المنطقة وقتل القوي الأخرى التي من الممكن أن تظهر في العالم،، ومن حسن الطالع ان الدولة المصرية احد أقوى دول العالم في امتلاك الثقافة الإلكترونية لتلك الحرب،، وعندما قال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي " ان مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم" فهو لا يعني انه يحارب مجموعة من الارهابين الحفاة الذي يمتلكون أسلحة بدائية،، بل يعني ان مصر تقود الدفاع عن العالم في حرب إلكترونية احد أدواتها هم الارهابيين تقودها عصابات دولية تمتلك الاقتصاد وتتحكم في القرار السياسي لامريكا ومعها معظم دول القارة العجوز،،، وألان بعد مارثون طويل عبر سنوات كثيرة استطاعت مصر تركيع الجميع داخل ساحة تلك الحرب التي كانت تستهدف بالأساس وجود مصر،، وكان الانتصار بارع وعظيم وَمدهش، فمصر التي كانت على مشارف الاندثار أصبحت قوة إقليمية تحتضن أمن كل المتطقة العربية، وامتد نفوذها الإقليمي والعالمي الي المناطق التي كانت تشكل نفوذ لها أثناء وجود امبراطورياتها الفرعونية القديمة،،، ونحن الان في الطلقات الأخيرة لانتهاء الحرب العالمية الثالثة الغير متظورة.

فسد النهضة آخر معاقل تلك الحرب والتي تتمركز فيها العصابات العالمية بقيادة الإدارة السياسية الأمريكية،، فسقوط السد يعني بكل تأكيد سقوط النفوذ الامريكي في المنطفة الذي يتغذى وجوده على الموارد الطبيعية ،، وبالتالي سيؤدي الي انكماشها كدولة معزولة فيما وراء البحار،، وذلك سيؤدي الي تمدد قوي أخرى عالمية واقليمبة على رأسهم مصر َوروسيا والصين ومعهم الهند،، وما اود توضيحيه للقارئ العزيز ان السد هو صراع إقليمي عالمي تمثل فيه إثيوبيا دور الكمبارس فقط،، والمواجهة الان ليست مع إثيوبيا كما يعتقد الكثيرين،، بل هي مواجهة " حرب وجود" بين عصابات "الصهيوماسونية " وادواتها أمريكا والحلف الغربي وبين دول حضارات العالم الممثلة في مركز الحضارات. مصر ومعها دول الحضارات الأخرى الصين والهند وروسيا ومعظم الدول الحضارية ذات التاريخ الوجودي.

ولذلك يلزم ان يعلم الجميع أن التعامل مع السد هو مسأله معقدة للغاية ولها حسابات دقيقة جدا،، وكلنا ثقة في القيادة السياسية التي استطاعت تركيع " مخطط الشرق الأوسط الجديد" الجهنمي داخل الحرب العالمية الثالثة الالكترونية،، ان تنهي وجود العصابات الصهيوماسونية بقيادة امريكيا كأداة سياسية لتلك العصابة من منطقة الشرق الأوسط وكل القرن الافريقي،،، وأخيرا كما ذكرنا في المقال ان الحرب الحالية غير تقليدية وبما ان سد النهضة هو أحد معاقل تلك الحرب فأعتقد ان التعامل معه سيكون غير تقليدي أيضا.

علينا أن نساند وندعم القيادة السياسية في اي قرار تتخذه بشأن هذا السد لأنها ترى بعمق حجم التشابكات الدولية ولديها المعطيات الكاملة في كيفية التعامل في الطريقة والتوقيت،، ولا ننسي اطلاقا ما ذكره الرئيس عدة مرات عبر رسائل طمائنينة للشعب بأن مصر لن تسمح اطلاقا بالاعتداء على حقوقها التاريخية المائية،،، حفظ الله مصر من كل سوء،، وعاش الوطن في شموخ ورخاء ونماء.

جمال رشدي السد معاقل الحرب العالمية الثالثة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة