المهندس السيد طوبا يكتب .. فأجاب....لآ أعرف


عندما قررت استكمال دراساتى العليا فى الولايات المتحدة صدف وأن كان أحد أشهر الاساتذة يدرسون لى مادة العلوم السياسية وسألت وقتها الاستاذ سؤالا فاطرق براسه وسكت ثم أجاب لا أعرف وكم صعقتنى الاجابة ولم أتصور أن الاستاذ ذائع الصيت صاحب الكتب والابحاث والتجارب يجيبنى بكل بساطة لا أعرف ثم استدرك قائلا سابحث تلك المسألة وأعود اليك ثانية ولم يتصور عقلى الشرقى مثل تلك الاجابة ولكنى أدركت بعدها أن الامانة المهنية أقتضت عليه عدم الاجابة على سؤال لا يعرف اجابته أو غير متأكد من الاجابة .
كم كان عظيما بعد أن ترك لى رسالة فى صندوق بريدى بعدها بأسبوع لمراجعته وحينها أفادنى بأنه قابل أحد المتخصصين فى شئون الشرق الاوسط بأحد المؤتمرات وناقش معه سؤالى وأنه يفضل أن اهاتف هذا الاستاذ المتخصص لمعرفة الاجابة الصحيحة وبعدها أدركت درسا هاما بأن لا أفتى أو أتطوع بالاجابة على سؤال لا أعرف اجابته تحديدا.
تذكرت تلك الواقعة عندما شاهدت أحد الوزراء السابقين وبعد توليه منصبه بأسبوع أن عقد مؤتمرا صحفيا وسأله أحدهم عن صناعة الحديد والصلب فأجاب باستفاضة وذاك ساله عن صناعة الغزل والنسيج فأفتى وتلك تسأله عن التطوير العقارى وهو ما ينفك يجيب على كافة الاسئلة ولا باحث جوجل أو القاموس المحيط وعندما سألت متخصصين أفادوا بأن معظم اجاباته خاطئة وتنم عن عدم دراية أو خبرة .
وهذا برنامج حوارى يستضيف ما يسمى بالمحلل الاستراتيجى ويفتى فى شئون اليمن والعراق وسوريا والخليج وأمريكا ولم أسمع مرة واحدة اجابة لا أعرف فهى نقيصة فى ثقافتنا وعيبا فى حق أى مسئول أن يجيب بلا أعرف فلذلك نحن من دول العالم الثالث .