الحسيني الكارم يكتب: لا تطلب برا من أولادك قبل أن تبرهم


جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، وبعدما استمع الخليفة الفاروق إلى الوالد "المفجوع" بخلق ابنه، أحضر أمير المؤمنين ذلك الولد وانبه على عقوقه لأبيه، لكن الأمر لم ينته عند ذلك، فقد كان تحت لسان الولد كلام وهموم وأوجاع، فقال ذلك المشتكى عليه لعمر بن الخطاب: يا امير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟
أجابه عمر: بلى.
فسأل الولد خليفة المسلمين سؤال العارف: ما هي يا أمير المؤمنين؟
قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن.
هنا انتفض الولد، وأخرج ما في بطنه من كلام، وقال: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي قبل أبي، وقد سماني جعلاً (أي خنفساء)، وفوق هذا وذاك، فإن أبي لم يعلمني من القرآن حرفاً واحداً!
وبعد تحولت دفة المحاكمة لمصلحة الولد "المفجوع" بوالده، فما كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وأرضاه حينذاك إلا أن التفت إلى الرجل وقال: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك.
مواقف تستطيع أن نستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة كما كبيرا من الدروس لتوظفها في حياتها العملية، والاجتماعية.
ماذا أنت قدمت لابنك. ماذا قمت تجاه من اختيارك لأمه او لأبيه وماذا أنت قدمت له من تربيه وحسن الخلق والمعاملة من الأمانة وحسن المعاملة والصدق واحترام الغير واحترام الكبير.
والبعد عن الكذب والعادات القبيحة وما هو مستحدث علينا في مجتمعاتنا وأسرنا من طريقه التعامل والاحترام
نتباهي بأن الأولاد تنادي الأم أو الأب باسمائهم.
نتباهي بأننا علمنا أولادنا أساليب الف والدوران والمراوغة ونقول كذب أبيض وكذب أسود.
هل تعلموا هذا الحديث؟
عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: "دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ فى بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( وما أردت أن تعطيه؟ ) ،قالت: أعطيه تمرا!!، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة)
اين نحن من هذا الان.
أين نحن من المصارحة والأمانة والاحترام احترام الغير كبير أو صغير رجلا كان أو امرأة.
أين نحن الآن من احترام احترام الشاب لاخته، نعم لقد تربينا على كلمه بنت الجيران أو بنت منطقتك (حتتك) أختك.
أين نحن من أحاديث احترام الطريق وغض البصر ورفع الأذى من الطريق ، كما تعلمنا في الصغر
عن اماطة أو رفع أو منع الأذي من الطريق صدقه وهذا أضعف الإيمان.
نعم احترام الطريق ومن فيه من مارة ومساعدتهم وغض البصر وكل ما شابه ذلك صدقه وشعبه من شعب الإيمان.
أين نحن من هذه المقولات البسبطه التي تربينا عليها في الصغر.
أين الآباء والأمهات من هذه العادات البسيطة.
وبعد هذا نسأل انفسنا أين نحن من عقوق الأبناء قبل أن نطالب ببرهم.