خالد السيد يكتب: طابا والدبلوماسية المصرية


في بداية مقالي أقدم خالص التهاني للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزراء وقادة القوات المسلحة وأسر الشهداء والشعب المصري بذكرى عيد تحرير طابا، حيث خاضت مصر من موقع القوة والثقة بالنفس بعد انتصار أكتوبر المجيد معركة دبلوماسية مع إسرائيل لا تقل ضراوة عن تلك التى خاضتها فى ساحات القتال عندما ماطلت فى تنفيذ المادة الثانية من معاهدة السلام التى نصت على " ان الحدود الدائمة بين مصر واسرائيل هى الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الإنتداب".
ومع موعد الإنسحاب من سيناء فى 25 ابريل 1982 افتعلت اسرائيل ازمة برفضها الإنسحاب الى الحدود الدولية وعلى وجه الخصوص اثارت عددا من المشكلات حول 14 علامة من علامات الحدود بين البلدين كان اشهرها العلامة (91) الخاصة بمنطقة طابا المصرية.
وأصرت مصر على حسم الخلاف من خلال التحكيم الدولى وكان لها ما أرادت ، ثم خاضت معركة أخرى لوضع مشارطة التحكيم استمرت نحو ثمانية اشهر (13/1- 11/9/1986) حيث ارادت اسرائيل ان تجعل من القضية قضية تخطيط حدود وهو ما يمس السيادة المصرية.
بينما أصر المفاوض المصرى على مطلبه العادل والمحدد وهو تحديد مواقع الحدود وتُرجم هذا الموقف فى نص واضح الدلالة فى المادة الثانية من مشارطة التحكيم والذى يقول " يُطلب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الإنتداب وفقا لمعاهدة السلام واتفاق 25 ابريل 1982".
وجاء الحكم التاريخى الصادر فى 29 سبتمبر 1988 ليؤكد سيطرة مصر على كامل ترابها الوطنى ، وماطلت اسرائيل فى تنفيذ الحكم لنحو ستة اشهر حتى تم رفع العلم المصرى على طابا فى 15 مارس 1989.