مقالات

جمال رشدي يكتب: ذكرى شهداء مصر بليبيا في كنيسة العور

خط أحمر

أمس الأول أذاعت قناة صدي البلد حلقة تاريخية في برنامج نظرة الذي يقدمه الإعلامي الكبير حمدي رزق عن الذكري السادسة لشهداء مصر بليبيا، ومن داخل أروقه الكنيسة في قرية العور ايباراشية سمالوط كانت مصر حاضرة بمجدها المفقود منذ ألاف السنوات في ذكري الشهداء التي يحكيها ذويهم.

المشهد ينم على إننا أمام مواطن مصري لا يمثل عمر محدد من التاريخ، بل أمام حالة تاريخية تمثل الإنسان المصري الذي تواجد قبل بدء التاريخ.

وبما إنني ابن لايباراشية سمالوط التي افتخر بأن يكون قائدها المطران الأنبا بفنوتيوس، وبما إنني كنت علي صلة ومعرفه مع بعض الشهداء الذين لقوا حتفهم في عام 2014 بليبيا، فهنا اسطر حالة شعور وإحساس المواطن المصري الذي يسكن قلب مصر وجوارحها، فمهما كانت حالة الاحتياج والفقر المدقق إلا أن هذا المواطن لا يتذمر أو يتمني الشر لمصر بل يصلي من اجلها ويساند مؤسساتها ويدعم قائدها.

ربما يكون هذا المواطن لا يكتب أو يقرأ أو يكون بسيط في المعلومة والثقافة، لكن عملاق في الإدراك الوطني والحس الأمني، هكذا هم شهداء العور كان استهدافهم كما ذكر المطران الأنبا بفنوتيوس مطران ايباراشية سمالوط بسبب مصريتهم وذلك لإحراج النظام المصري ووضعه في خندق المستعطف لإحراجه داخليًا وخارجيًا، لكن كان القائد العظيم السيد الرئيس عند حجم الحدث، والضربة الجوية لقواتنا المسلحة كانت ابلغ رد للجميع بأن يد مصر غاشمة ضد من تسول له نفسه جرح كبريائها.

وفي المقابل كانت فرحة الأهالي بعملية الاستشهاد هو انعكاس عن جينات الهوية المصرية المتوارثة داخل الشخصية المصرية، بان حياة الأرض هي بمثابة رحلة قصيرة عابرة تصل بنا إلي الحياة الأبدية التي لا تنتهي في العالم الأخر، وهنا الإجابة علي عظمة المكون المصري عبر كل الحضارات في تاريخ الإنسانية.

نالت حلقة برنامج نظرة نسبة مشاهدة عالية جدًا بين الشعب المصري، حيث إن الإعلامي والكاتب حمدي رزق وملامحه المصرية المستمدة من طين ارض مصر وروح الهوية التي تنطق بداخله وبساطة طرحه التي جذبت الجميع، كل ذلك انصهر مع روح وقداسة المكان المزخرف برفات أجساد الشهداء وتعالي زغاريد العرسان وفرحة وسعادة ألاف الزوار، فكانت حلقة تاريخية مع لقاء اسر الشهداء وصاحب النيافة المطران التاريخي في الكنيسة المصرية الأنبا بفنوتيوس، والإباء القساوسة وعلي رأسهم خام الكنيسة والمكان أبونا ابيفانيوس يونان

حيث كتبت السيدة نبيلة مكرم "وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج" علي صفحتها في الفيس بوك " أتفرجت الان علي حلقة الأستاذ حمدي رزق علي قناة صدي البلد . أتفرجت علي كنيسة الشهداء الجميلة اللي صدق علي إقامتها السيد الرئيس في مركز سمالوط محافظة المنيا" " أتفرجت علي أهالي الشهداء رغم الألم آل كانوا فيه إنهم كانوا فخورين بقواتهم الجوية" "أتفرجت علي رفات الشهداء اللي الدولة اشتغلت علي عودتها لأرض الوطن " " أتفرجت علي مصر بجمال وأيمان شعبها وصلابة جيشها" هكذا عبرت الوزيرة السيدة الوطنية التي يشهد لها الجميع بوطنيتها، بل أصفها إنا في مقالاتي بسيدة الهوية المصرية لما تمثله من ثقل مصري وعلامة بارزة في تاريخ الوزارة والعمل الوطني علي جميع الخطوط بالخارج.

المشهد رائع أكد للجميع أن الشهداء لم يموتوا بل إحياء بروحهم المصرية، كما أن أجدادنا ملوك الأرض وعظماء التاريخ إحياء بتراثهم الحضاري في كل مدارس وعلوم العالم، وكان لأهل الشهداء مداخلات نضحت كلماتهم اعتزاز وفخر بأولادهم الشهداء، فهناك مطالب أجد إنها ضرورية قد رفعوها للسيد الرئيس وهي أن مؤسسات الدولة لم تتعامل معهم كأسر شهداء كما وجهت القيادة السياسية لذلك.

وكان المطلب الوطني الهام من القس ابيفانيوس يونان خادم الكنيسة، وهو طلب من السيد الرئيس والسيد وزير النقل بالموافقة علي نزول تفريعة طولها 300 متر فقط من كوبري المحور الذي يربط الطريق السريع الغربي بالشرقي ويمر بجوار الكنيسة، تلك التفريعة هامة للغاية لأنها ستكون المدخل إلي الكنيسة للزوار الذين يتعدي عددهم آل 30 إلف يوميًا في الوضع العادي قبل جانحة كورونا، وهذا الكم المهول لا مدخل له للكنيسة إلا من خلال قرية السوبي وطريق ضيق قادم من سمالوط مما يسبب الزحام، ومشاكل كبيرة لأهل المكان

وكثيرًا حدث تراشق من الصبية للزائرين هؤلاء الزائرين منهم من دول غربية، والاعتداء عليهم يشكل معضلة سياسية للدولة المصرية في الخارج، وفي الوقت القادم وأثناء وبعد تشغيل طريق مسار العائلة المقدسة ستصل الإعداد لهذا المكان يوميًا إلي 100 ألف تقريبًا حسب الإحصائيات المقدرة، وسيكون الكثير منهم من دول الخارج ومرورهم من مدخل قرية السوبي إلي قرية العور حيث مكان الكنيسة سيتسبب شلل كامل للمكان وبالتالي حدوث أعمال شغب ضدهم وهذا لا يليق باسم ومكانة مصر خارجيًا.

تم إقامة فندق العائلة المقدسة في جبل الطير بدير العذراء، وهذا المكان مرتبط بكنيسة الشهداء فجميع الوفود الأجنبية التي ستأتي للفندق ستذهب لكنيسة الشهداء واستكمالًا لجمال المشهد السياحي لابد أن توافق القيادة السياسية كما طالب القس ابيفانيوس يونان خادم كنيسة الشهداء بالموافقة علي تفريعة الطريق إلي الكنيسة.

جمال رشدي ذكرى شهداء مصر بليبيا كنيسة العور خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة