مقالات

نيفين منصور تكتب: عندما يأتي الخريف

خط أحمر

بقلم نيفين منصور
دائما ما يصاب البعض بمشاعر مختلطة من الخوف والاضطراب وربما الاكتئاب عند دخول فصل الخريف وقد يزداد تدريجيا كلما اقترب الشتاء وقد يزول عند البعض الآخر،، علي عكس ذلك ، آخرون يستمتعون بفصل الشتاء ومن قبله الخريف ويشتاقون لتساقط الأوراق وهبوب الرياح أو العواصف أحيانا ويسعد البعض الآخر بالشعور بالطقس البارد وتساقط الأمطار .

مشاعر مختلفة ومتباينة تختلف باختلاف الشخصية وباختلاف الأجساد وقدرتها علي تحمل درجات الحرارة من برودة ودفء أو حرارة شديدة كالتي يأتي بها الربيع ثم الصيف . تفكرت كثيرا في السبب الذي يجعل تلك المشاعر متباينة، هل الموضوع مرتبط فقط بالتكوين الجسماني والمناعة الذاتية ،، أم انه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالروح ، المحرك الأساسي لأجساد خُلِقت من طمي .

عندما يأتي الخريف أشعر بالخوف وأحياناً بالتوتر ولا أدري لما الخوف ولماذا يتكرر هذا الشعور مع بداية هذا الفصل علي مدار حياتي ،، لم أستطع أن اتخلص منه ،، وربما اتذكر بعد المشاهد من الماضي التي ترتبط بهذا الفصل المخيف ،، بعضها مشاعر من الوداع والفراق لبعض من الأهل والأحباب ،،وفترة دخول المدارس وإحساسي بالرهبة من تغيير الأصدقاء وفراق زملاء المدرسة التي التحقت بها في طفولتي ثم رهبة التعارف علي بعض الأصدقاء الجدد عندما انتقلت إلي مدرسة أخري في سن المراهقة ،، ثم الفراق من جديد عندما انتهت مرحلة الدراسة المدرسية والتحقت بالجامعة وتكررت نفس الأحداث .

عندما يأتي الخريف وتشتد الرياح ويتأرجح المناخ بين البرودة والدفء وتتساقط أوراق الشجر أشعر بالخوف يتسرب إلي قلبي و ينذرني بالنهاية ، فلكل شيء نهايته ، حتي يبدأ من جديد ،، قد يأتي بالخير المنتظر وقد يتجدد فيجدد آلام الماضي ليكتب فصل آخر في قصص المعاناة التي لا تنتهي ما دامت الحياة.

أشعر أحياناً أن ارتباط الجسد بأديم الأرض له علاقة وثيقة بهذا الشعور ، ربما تشاركنا الأرض بتلك المشاعر التي تعتريها عندما تأتي نهاية الحياة بقدوم فصل الخريف ، فينقل عبر أديمه الذي يكون أجسادنا تلك الأحاسيس إلي الروح التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالجسد، روح وتراب كذلك خلقنا وهكذا نعيش إلي أن يأتي الموعد المحدد للنهاية ليعود التراب من حيث أتي وتعود الروح إلي خالقها لتلاقي المصير الأبدي المحتوم.

نيفين منصور عندما يأتي الخريف خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة