الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: إلى هؤلاء الناس.. أتحدث؟


في ناس كتير... حياتهم كلها .. نكد وغم وهم وحزن وتوتر بيعيشوا جوه دماغهم المآسي اللي لسه ماحصلتش
وكأنها حدثت بالفعل ويعيشوا المآسي دي.. بكل تفاصيلها الخيالية مع أنها متوهمه ومش حقيقية.
إلى هؤلاء الناس.....أتحدث ⁉️
احساسك المرير بتوقع حدوث مكروه ليك.. أو حدوث مكروه لأي حد أنت بتحبه.. ده في حد ذاته إحساس قاتل يفوق في مرارته. مئات المرات المرارة المصاحبة للحدث نفسة إذا حدث بالفعل ...هل تعلم لماذا ؟
لأنك في حالة الترقب والتوقع بتطلق العنان، لكل قوتك التخيلية الواهمة أن تنسج.. أحداث مؤلمة متخيله ومتوهمه بلا حدود وتبدأ في تضخيمها وكانها أصبحت حقيقة مع أنها كانت مجرد فكرة احتلت وسيطرت
على دماغك وعشعشت فيه، لازم تعرف إن في فرق كبير بين تخيلك.. لمصيبة لسه ماحصلتش وبين مصيبة حصلتلك بالفعل.
لما بتتخيل المصيبة...دماغك تبدأ في افراز عدد لامتناهي من التداعيات السلبية.. أفكار ومشاعر وعواطف ويمكن كمان سلوكيات.. والأفكار دي بتفضل تكبر وتكبر وتكبر.. لدرجة انك بتعتقد انك عايش المصيبه نفسها وكأنها حقيقة مع إن مفيش مصيبة ولا أي حاجة حدثت.
أما في حال حدوث مكروه حقيقي ليك ... فتعامل معه كحدث محكوم بتداعياته المحدوده بس وبالتالي محدودية التصرف تجاهه... لذا نصيحتي لك.. لاتسرف في توقع البلاء قبل حدوثه.. لأنك ستجد نفسك معايش وملازم لمشاعر مؤلمة.
لا يوجد مايبررها او يؤكد وجودها.. فالتوقع المؤلم للأحداث سيجعلك تدرك.. كل ما يحيط بك من أشخاص وأفكار وموضوعات من نفس المنظورالمؤلم الذي تتوقعه وتنتظره.. زي اللي لابس نظارة سوداء على عينيه... هيشوف العالم كله من حواليه أسود.
من هنا تحديدا تزداد معانتك وتقل حيلتك وتفقد قدرتك على التحكم في انفعالاتك.. عاوزك تخفف شوية من أفكارك السوداوية.. المرتبطة بتوقعاتك اللي ملهاش أساس.. لما تحدث الأزمة بالفعل.. ابقى تعامل معها...وفي حدودها بس.. لكن تتخيلها وتتوهما وتعيشها كمان.. كده يبقى انت بتظلم نفسك وبتعنفها وبتوجعها.. وكدة مش صح...لأنك بتحرم نفسك من السعاده الحقيقية .
#مجرد _خاطرة