كل منهن تريد مصباح علاء الدين و ليس رجلا بل حسابات بنكية غير منتهية الصلاحية و كأن الزواج أصبح مجرد صفقة لا أكثر و لا أقل عوضا أن يكون باب لستر و المودة و الحب فإن الزواج لم يعد يبنى على أساس الحب بل على أساس المصالح و الطلبات الغير منتهية .

الزوج لم يكون يوما مصباح علاء الدين الذي يلبي كل الطلبات و بالسرعة الفائقة الزوج هو شريك حياة هو الأب و الأخ و الصديق .. فهل يعقل أن يتحول الزواج المقدس إلى صفقة ؟

ثم نتساءل عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج و أسباب ازدياد معدل الطلاق و أسباب الخيانات الزوجية ، كل من هؤلاء النتائج له سبب واحد و هو النظر لرجل على أنه حساب بنكي لا أكثر ولا أقل ، لا تقاس الرجولة يوما بكم تملك بل ما هي أفعالك و مواقفك و هل نجحت في أن تكون رجل فعلا بمبادئك و شهامتك أم لا ؟

يأتي شاب إبن حلال محترم و مثقف و يخاف الله و يحب ابنتهم و يخاف عليها فيتم رفضه فقط لأنه فقير و الحجة أنه ليس ضمان لابنتهم و ان ضمانها رجل ثري و ينسون في المقابل أن هذا الرجل الثري قد يكون غير مناسب و قد يدمر هذه الفتاة و قد يتركها ليلهو مع الكثيرات غيرها و قد لا يراعي الله فيها .

الضمان لم يكن يوما المال نحن نحتاج للمال لبعض الإحتياجات لا أكثر لكنه ليس ضمان بل أحيانا سبب تعاسة و ليس سعادة .. الضمان هو أن تختار شريك حياتك يخاف من الله يراعي الله، في قلبه الرحمة و المحبة و التقدير وصامد وعنوان للرجولة والشهامة هذا هو الضمان لأنه لن يتركك لحظة أن يجد غيرك و لن يتسبب في وجعك و لن يكون لك جلاد بل مضمد لجراحك و صديق لاوجاعك .

فكم أصبحنا ندمر في شبابنا بحجج تافهة جدا وليست لها قيمة فدمرنا القيم المعنوية من أجل المادة والسراب ، عندما تختارين أن تكوني مجرد جارية و صفقة من أجل المال فإنك لن ترتاحي يوما .

الراحة ليست في الإختيار المتهور ولا في الحسابات المتسرعة الراحة أن يكون القلب راض فيسمعه صوت العقل وهكذا ستكون الحياة مستقرة بعيدة عن الخلافات لأن أسسها مبنية على قواعد سليمة و صحيحة فيكفينا من التباهي والتفاخر حتى في الزواج .

فالمرأة المادية لن تنفع لا في بناء أسرة ولا في تحقيق الإستقرار لأن من أساسيات الزواج التكامل والتشارك وليس الأنانية والنرجسية والإقصاء لطرف الآخر المرأة مكمل للرجل و ليست جلاد عليه فأنت لست جارية أنت شريكة حياة في السراء و الضراء و على الحلو و المر ، أنت خلقت من ضلعه ليكون سند لك و تكوني عيون الطيبة والمحبة واللطف والعفاف .