مقالات

عبير سليمان تكتب .. عودة عصر الحريم مع الزوجة ١٨

خط أحمر

و نحن فى عصر نشهد فيه بدايات الصحوة من التأخر و التراجع الثقافى الذى طالنا وطال العالم العربى والثالث و الذى بدوره وضع المرأة فى مكانة أدنى تلفحها بملامح العورة و تفرض وجودها فى ساحة إمتاع الرجل دون غيرها من مساحة ..لنشهد تمردا نسائى ملحوظ و تمردا سيادى و ثقافى واضح يدعم بلوغ المرأة مكانتها الانسانية التى تستحقها دون تميز او تحقير او اجحاف لحقها الانسانى .

و رغم كم العناء الذى قدمناه نحن جميعا من نساء الخركة النسائية المصرية نجد منحى درامى ينحط و يرسخ لمسار مدعى يلصق بالنساء و يرجع المرأة لعصور الحريم و يغازل ذكورة الرجل الشهريار .. ذلك فى مسلسل الزوجة الـ ١٨ الذى صور التعدد لمجرد ارضاء ذكورة رجل سفيه شهوانى مسرف لا يقدس الا رغباته أنه أمر مقبول من أغلب النساء الذى يتزوجهن و هن يعلمن نزواته الشرعية وهن يباركن لياليه الحمراء تحت ستار الزواج .

هكذا دون خجل لا تمانع من طلقها بالعودة الى شهريار الفاتن الذى لا يقاوم ولا يهم كرامتها ولا التلاعب بها هى وغيرها من زوجاته اللائي يشاركوه لعبة الزواج و الطلاق على الشاشة المصرية فى قالب ساخر مستوحى من الزوجة الـ ١٣ التى اتت فى قالب يكره هذا الماكر اللعوب الذى خدعهن دون علمهن الا بعد تطليقهن ..

و رغم ان فيلم الزوجة الـ ١٣ فى عصر غير العصر الا ان كان اكثر تأدبا عن هذا التبجح فى تصوير المرأة المصرية كعدد من الحريم الخادم لطموح رجل مزواج معدد بلا سبب و بلا هدف بناء اسرة غير ارضاء هذه الذكورية التى تصدرها الدرامة بجهل لا يغتفر .. لنبقى فى ديلمة غيرة فنية من رشدى اباظة ايقونة الوسامة فى محاولة لاستنساخه بشكل يشوه الرجولة و ينال من مسار المجتمع المتحضر و المعاصر و يضرب صورة المرأة و كيانها غير التابع و الذى يرفض اى تعدى او اى مساحة تحقير قد يلوح بها احدهم الطامح نحو سيادة ذكورية واهية هى الابعد عن القوامة و الرجولة الحق التى تدعم احترام العلاقة الزوجية و حمايتها و احترام المرأة و بناء الاسرة ... متى نفيق على عصر ثقافى فنى يليق بصحوة عقلية و فكرية منشودة متى ؟

عبير سليمان عودة عصر الحريم الزوجة ١٨
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة