إبراهيم سليم يكتب .. الجائزة الكبري


استقبل الملايين من المسلمين في شتي بقاع الارض شهر رمضان المبارك لتكون لحظاته الباسمة أسعد لحظات تمر عليهم وكيف لا يكون ذلك كذلك والله جعله شهراً للتدريب الروحي فيدرك فيه المسلم لذة الطاعة وحلاوة القرب من الله .
ويتمكن فيه المسلم أن يكبح جماح شهوته والبعد عن المحرمات فإذا كان الطعام والشراب من المباحات في غير نهار رمضان ويمتنع فيه المسلم عن هذه المباحات إمتثالاً لأمر الله فمن باب أولي أن يمتنع عن المحرمات التي نهي ربنا تبارك وتعالي عنها في رمضان وغيره.
ومائدة رمضان هي مائدة عليها كافة أصناف الطاعات من تقرب إلي الله تعالي بصلاة التراويح والتهجد وإرتفاع المنابر بالدروس الدينية والصدقات التي تدخل الفرحة علي قلوب الفقراء وزكاة الفطر والتي يمتد أثرها إلي مابعد هذا الشهر الكريم فهو أقرب إلي السوق الذي يعرض فيه كل تاجر بضاعته والتاجر الناصح هو من يغتنم الفرصة ليحقق أكبر المكاسب لذا قال الحسن البصرى رمضان سوق قام ثم إنفض ربح فية من ربح وخسر فية من خسر .
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، رواه الترمذي.
عزيزي القارئ الغرض الحقيقي من الصيام هو الوصول إلي تقوي الله تبارك وتعالي كما قال الله عز وجل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
هذا هو الهدف أو الغاية التي يسعي إليها كل مسلم من عبادته الوصول إلي التقوي والتي تصل بصاحبها إلي الجائزة الكبري وهي الفوز بالسعادة في الدنيا والأخرة والدخول إلي الجنة كما قال الله تبارك وتعالي(وَسَارِعُوا إِلَي مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )