يتواجد فريق بوروسيا دورتموند في المركز الخامس بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا)، بفارق 24 نقطة عن باير ليفركوزن، المتوج باللقب، ومع ذلك تأهل الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه.

سجل ماتس هوميلز هدف الفوز لدورتموند أمام باريس سان جيرمان في مباراة الإياب للدور قبل النهائي، ليصعد الفريق الألماني فائزا بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 2 / صفر.

هذه النتيجة لم يكن يتوقعها أحد من النقاد، ولكن إدين ترزيتش مدرب دورتموند لم يكن متفاجئا منها.

وقال ترزيتش :" الاعتقاد بأن بأمكاننا التأهل للنهائي كان موجودا من وقت مبكر بالفعل".

وأضاف :"تحدثنا عن هذا للمرة الأولى قبل مباراة الذهاب لدور الـ16 (في أيندهوفن). كانت الحيرة على وجوه الجميع عندما تحدثت عن أن الطريق إلى لندن قصير".

ولم يفت أحد المفارقة المتمثلة في أن دورتموند الفائز باللقب عام 1997 لم يصل إلى النهائي إلا بعد بيع النجمين البارزين إيرلينج هالاند وجود بيلينجهام في المواسم الأخيرة.

حقيقة تأهل الفريق من أصعب مجموعة بالبطولة مع سان جيرمان، وميلان، الفائز باللقب سبع مرات، ونيوكاسل، المدعوم من السعودية، والتغلب أيضا على فرق كبيرة مثل أتلتيكو مدريد في دور الثمانية يلخص الرحلة التي خاضها الفريق للتأهل للنهائي.

يعد هذا الإنجاز مثيرا للغاية خاصة وأن الفريق اضطر لمواجهة سان جيرمان مرة أخرى، بعد أن خسر المباراة الافتتاحية لدور المجموعات في باريس بهدفين نظيفين.

وقال ترزيتش :" نضجنا مع كل مباراة. في مرحلة ما تغلبنا على ميلان، الذي تأهل للدور قبل النهائي في العام الماضي. وعندما تقصي أحد الفرق التي لعبت في الدور قبل النهائي، يتحول تفكيرك في أنه يمكنك التأهل لأبعد دور ممكن".

وأردف :"أردنا أن نكون الفريق الذي لا يتوقع الناس وصوله إلى النهائي. لقد كانت الرحلة مذهلة".

ورغم أن بوروسيا دورتموند يحقق أعلى معدل حضور جماهيري في أوروبا في المباراة الواحدة، لا يزال يصنف خارج أندية القمة في أوروبا نظرا لاضطراره إلى الاعتماد على بيع لاعبيه النجوم.

في الموسم الماضي، فشل الفريق في التتويج بلقب الدوري لصالح بايرن ميونخ، في الجولة الأخيرة من الدوري، ولكن ترزيتش مسح دموعه وحقق إنجازا يقارب المعجزة، حتى لو كان موسم الفريق المحلي غير جيد.

وأصبحت الأمور سيئة في البوندسليجا لدرجة أنه انتشرت الشائعات في منتصف الموسم بأن ترزيتش، الذي لم يدرب في أي مكان آخر، يمكن أن يقال. أداء الفريق في دوري أبطال أوروبا أنقذ ترزيتش، وتم التعاقد مع مساعديه نوري شاهين وسفين بيندر لمساعدته.

كان التفوق التكتيكي لدورتموند على باريس سان جيرمان - الذي سدد لاعبوه خمس كرات في القائمين والعارضة- هو ثمرة جهودهم، مع قليل من الحظ الذي لعب دورا في ذلك.

وقدم قلب الدفاع نيكو شلوتربيك، الذي دائما ما كان يتم السخرية من أدائه في وسائل الإعلام هذا الموسم، أداء قويا بجانب هوميلز، بينما أظهر جادون سانشو، المعار من مانشستر يونايتد، لجماهير الفريق الإنجليزي ما يفتقدونه.

أحد التأثيرات لنجاحهم في دوري أبطال أوروبا، هي حصول ألمانيا على مكان خامس في نسخة العام المقبل المجددة، مما يعني أن دورتموند سيتأهل سواء فاز بالنهائي الذي يقام بملعب ويمبلي في الأول من حزيران/يونيو المقبل، أم لا.

وكان آخر نهائي تواجد فيه دورتموند في دوري أبطال أوروبا في الملعب الشهير بلندن، حينما خسر أمام منافسه الألماني بايرن ميونخ في 2013. ولعب هوميلز في ذات اليوم، قبل أن ينتقل لبايرن ميونخ بعدها، ثم عاد مرة أخرى لدورتموند.

ومازال هوميلز 35 عاما، يدرس ما إذا كان سيستمر في اللعب خلال الموسم المقبل أم لا، ولكن الآن لديه مباراة كبيرة يمكن أن تضاف لإنجازات اللاعب الفائز بكأس العالم 2014.

وقال هوميلز: "تركز كل حصة تدريبية والمباراتان المتبقيتان في الدوري الألماني الآن على الأول من يونيو. إنهما مباراتان تحضيريتان لملعب ويمبلي. نريد أن نتدرب على الكثير من الأشياء".